دواء جديد للوقاية من الصداع النصفي
كشفت دراسة حديثة أن دواءً جديداً، تمت الموافقة عليه مؤخراً للوقاية من الصداع النصفي، يمكن أن يبدأ العمل به فوراً، الأمر الذي يُمثّل تقدماً كبيراً في مجال علاج هذا المرض. وبحسب الدراسة المنشورة في دورية “نيورون” الطبية التابعة للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب فإن تناول عقار “أتوجيبانت” (Atogepant)، يمنع الصداع النصفي “من اليوم الأول”. وتتطلب الأدوية الحالية للوقاية من الصداع النصفي وقتاً طويلاً لضبط الجرعة المُثلى للمريض، وقد تستغرق أسابيع أو حتى أشهر لتظهر فعاليتها بشكل كامل وهو ما يدفع بعض المرضى للتوقف عن تناول العلاج قبل الوصول إلى النتائج المرجوة. كما أن الكثير من المرضى يعانون من الآثار الجانبية للأدوية الحالية، لذا فإن تطوير دواء يعمل بسرعة وفاعلية يُعد خطوة حاسمة.
وجرت الموافقة على “أتوجيبانت” للوقاية من الصداع النصفي العَرَضي لدى البالغين في الولايات المتحدة منذ سبتمبر 2021، وفي الاتحاد الأوروبي منذ أغسطس 2023. وفي أوروبا، يُستخدم هذا الدواء للوقاية من الصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون منذ 4 أيام أو أكثر. كيف يعمل دواء “أتوجيبانت”؟ ويعمل “أتوجيبانت” على تثبيط مستقبلات تُسمى CGRP، مما يقلل من عدد أيام الصداع النصفي لدى المرضى. وعند حدوث الصداع النصفي، تُفرز الأعصاب المحيطية في الدماغ مادة CGRP، التي تعمل كإشارة كيميائية تسبب توسع الأوعية الدموية وزيادة الالتهاب حول الأعصاب في الدماغ، ما يؤدي إلى الشعور بالألم والصداع النصفي. وترتبط مادة CGRP بمستقبلاتها الموجودة على جدران الأوعية الدموية والخلايا العصبية، مما يؤدي إلى بدء سلسلة من الأحداث التي تُسبب نوبة الصداع النصفي. ويقوم “أتوجيبانت” بتثبيط مستقبلات CGRP مباشرة عن طريق الارتباط بها ومنْع هذه المادة من التفاعل معها وهو ما يمنع الإشارات التي تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية والالتهاب، ويُقلل من احتمالية حدوث نوبات الصداع النصفي. وأظهرت تجربتان سريريتان كبيرتان سابقتان فاعليته في تقليل عدد أيام الصداع النصفي شهرياً، وتحسين جودة الحياة لدى المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي العَرَضي والمزمن على مدار 12 أسبوعاً مقارنة بالدواء الوهمي. وطوَّرت شركة الأدوية البيولوجية AbbVie هذا الدواء، الذي تم تقييم الفوائد والآثار الجانبية له في تجربتين شملت 1562 مشاركاً يعانون من تاريخ مَرَضي مع الصداع النصفي. كما تضمنت الدراسات مقارنة بين مجموعات تناولت جرعات مختلفة من “أتوجيبانت”، وأخرى تناولت دواء وهمياً على مدار 3 أشهر.
في اليوم الأول من التجربة الجديدة، أظهرت البيانات فاعلية ملحوظة لدواء “أتوجيبانت” في تقليل حدوث نوبات الصداع النصفي. وفي التجربة الأولى، أبلغ 12% فقط من المشاركين الذين تناولوا الدواء عن نوبة صداع نصفي مقارنة بـ25% من المجموعة التي تناولت دواء وهمياً، بينما كانت النسبة 15% مقابل 26% في تجربة ثانية، و51% مقابل 61% في تجربة ثالثة عند تعديل العوامل الأخرى التي قد تؤثر على معدل الصداع النصفي. كان المشاركون الذين تناولوا الدواء أقل عُرضة للإصابة بنوبات الصداع النصفي بنسبة 61% في التجربة الأولى، و47% في الثانية، و37% في الثالثة. أما بالنسبة لأيام الصداع النصفي الأسبوعية، فقد انخفض المعدل بمقدار يوم واحد أسبوعياً في التجربتين الأولى والثانية لدى المجموعة التي تناولت الدواء، مقارنة بانخفاض أقل من نصف يوم لدى المجموعة التي تناولت دواء وهمياً، بينما انخفض المعدل بمقدار 1.5 يوم في الأسبوع في التجربة الثالثة مقارنة بانخفاض يوم واحد في المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي. وأظهرت النتائج تحسناً كبيراً في جودة الحياة والقدرة على أداء الأنشطة اليومية لدى الأشخاص الذين تناولوا “أتوجيبانت”. آثار جانبية لدواء “أتوجيبانت” وقال الباحثون إن الصداع النصفي هو السبب الثاني للإعاقة عالمياً، والأول بين النساء الشابات، حيث يؤثّر سلباً على العلاقات، وعلى تربية الأطفال، والحياة المهنية، والأوضاع المالية، لذا فإن توافر علاج يعمل بسرعة وفاعلية يُمثّل استجابة لاحتياج حيوي لدى المرضى. ورغم فاعليته الكبيرة في الوقاية من الصداع النصفي، فقد يُسبب “أتوجيبانت” بعض الآثار الجانبية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند استخدامه. وتشمل هذه الآثار الغثيان، والإمساك، والشعور بالتعب أو النعاس، وانخفاض الشهية، وانخفاض الوزن. ومن المهم أن يتابع المرضى حالاتهم مع الأطباء المعالِجين لتقييم الفوائد مقابل أي آثار جانبية قد تظهر، وضمان الاستخدام الآمن للدواء.
يمكن أن يؤدي التوتر إلى الإصابة بنوبات صداع، ويمكن للصداع أن يدفعك فعلاً إلى الشعور بالتوتر، ولذا يجب السيطرة على الشعور بالتوتر لتقليل الشعور بالألم. وإذا كنت متوتراً في الصباح بسبب كثرة أعباء يومك، فستشعر بالصداع، وهذه ليست مصادفة، فمن المرجح غالباً أن يحدث الصداع عندما تتعرّض لضغط نفسي. فالضغط النفسي من الأسباب الشائعة للإصابة بالشقيقة (الصداع النصفي) والصداع الناتج عن التوتر، ويسبب أيضاً حدوث أنواع أخرى من الصداع، أو يزيد من حدّتها. كما أنه سبب شائع لحدوث الصداع لدى الأطفال واليافعين بوجه خاص.
ومجرد اتخاذ خطوات بسيطة للتغلب على التوتر والضغط النفسي، يمكن أن يفيد في الوقاية من بعض أنواع الصداع. أسباب الضغط اليومي يمكن أن تسبب التغيرات الكبرى في حياتك شعوراً بالتوتر، ولكن عادة لا يكون هذا هو نوع التوتر الذي يسبب نوبات الصداع. وإنما ينشأ الصداع لدى البعض غالباً نتيجة لأحداث في الحياة اليومية، مثل البحث عن أوراق مفقودة أو الانتظار في ازدحام مروري أو الوقوع تحت عبء كبير في العمل. وقد تظهر استجابة جسمك لمسببات التوتر اليومية هذه في صورة توتر في العضلات أو الصرير على الأسنان أو تصلب الكتفين، وقد تؤدي هذه التفاعلات العفوية إلى تفاقُم نوبات الصداع. تخفيف أعراض التوتر اكسر دائرة الروتين: لا يمكنك تجنب التوتر اليومي، ولكن يمكنك إبقاء التوتر تحت السيطرة، للمساعدة على الوقاية من الصداع. ضع أساليب الاسترخاء في الحسبان: إذ يمكن أن تخفف من أعراض التوتر، بما في ذلك نوبات الصداع. فتخصيص أوقات لممارسة الأنشطة الممتعة، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو ممارسة الرياضة أو قراءة كتاب أو اللعب مع حيوانك الأليف، يمكن أن يكون مفيداً. وبالإضافة إلى ذلك، خصِّص وقتاً للاسترخاء حتى لو اقتصر ذلك على 10 دقائق فقط في اليوم. جرِّب ممارسة أحد أنشطة الاسترخاء التالية:
- التأمل.
- اليوجا.
- رياضة التاي تشي.
- التنفس العميق؟
نصائح للتخلص من التوتر
ومن أجل التخلص من التوتر بصورة يومية أيضاً، احرص على اتباع هذه النصائح:
- اجعل جدولك بسيطاً: بدلاً من البحث عن سبل لضغط يومك بالمزيد من الأنشطة أو الأعمال المنزلية اليومية، استبعد بعض الأنشطة من قائمة مهامك اليومية. واسأل نفسك عما ينبغي إنجازه حقاً، وما يمكن تأجيله، وما لا تحتاج إلى إنجازه.
- مارِس التمارين الرياضية بانتظام: إن التمارين الرياضية طريقة مثبتة للوقاية من الصداع، وأحياناً لعلاجه. كذلك، توفر استراحة من ضغوط الحياة اليومية.
- تناوَل الطعام بحكمة: يمكن للنظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة أن يمنحك مزيداً من الطاقة، ويساعدك في السيطرة على التوتر والإجهاد.
- احصل على قسط كافٍ من النوم: يمكن أن يؤدي الشعور بالتوتر إلى صعوبة النوم، ولكن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يجعل من الصعب التغلب على الشعور بالتوتر. فقلة النوم تضع الجسم تحت تأثير التوتر، وقد تحفز إفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول.
- احرص على إدارة وقتك بحكمة: حدِّث قائمة المهام الخاصة بك كل يوم، في كل من العمل والمنزل. وفوّض شخصاً آخر للقيام ببعض المهام قدر المستطاع.
- خفِّف توترك عن طريق الضحك: تُعد الفكاهة طريقة رائعة لتخفيف التوتر؛ إذ يساعد الضحك على إطلاق الإندورفين والمواد الطبيعية التي تساعدك على الشعور بحالة أفضل والتحلي بسلوك إيجابي.
- غيِّر نمط حياتك: اخرج من نمط حياتك اليومي وجرب شيئًا جديدًا. قد تساعدك الإجازة أو حتى عطلة نهاية الأسبوع على تجديد نظرتك للحياة.
متى تكون حالة الصداع أكثر من مجرد توتر؟
لا تدعو معظم حالات الصداع إلى القلق، ولكن إذا كان الصداع يؤثر بالسلب على أنشطة الحياة اليومية أو العمل أو الحياة الشخصية، فيجب طلب المساعدة من الطبيب.
وقد يكون المرء مجهداً، ولكن ربما يكون هناك سبب آخر أيضاً وراء الإصابة بالصداع.
متى تطلب رعاية الطوارئ؟
اطلب رعاية الطوارئ إذا كان صداع الرأس كالتالي:
- مفاجئاً وشديداً.
- يصاحبه حُمّى أو تيبُّس في الرقبة أو طفح جلدي أو التباس أو نوبة أو رؤية مزدوجة أو ضعف أو تنميل أو صعوبة في التحدث.
- حدث بعد إصابة في الرأس أو التعرض للسقوط أو الاصطدام.
- يتفاقم ويصبح أشد وطأة، على الرغم من الحصول على قسط من الراحة وتناوُل مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية.
- قد تشير هذه الأعراض إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج فوري.