جوجل تستهلك طاقة كهربائية أكثر من دول بأكملها
تواجه صناعة التكنولوجيا تحديًا كبيرًا يتمثل في الارتفاع المتزايد في استهلاك الطاقة نتيجة التطور السريع في الذكاء الاصطناعي والحوسبة. تُعدّ شركة جوجل إحدى أكثر الشركات استهلاكًا للطاقة في هذا المجال، حيث تفوق استهلاكها السنوي مستوى العديد من الدول. ففي عامها المالي الأخير، استهلكت جوجل نحو 25,307 جيجاوات ساعة من الطاقة، وهي كمية تتجاوز ما تستهلكه 129 دولة حول العالم. وتفوق استهلاك جوجل في الطاقة دولاً بأكملها، مثل ليبيا التي يصل استهلاكها السنوي إلى 25,000 جيجاوات ساعة، وأذربيجان التي تستهلك نحو 24,000 جيجاوات ساعة سنويًا، وكوبا التي يبلغ استهلاكها نحو 15,000 جيجاوات ساعة سنويًا، وفقًا لتقارير من *Digital Journal*. تستمد جوجل هذا الكم من الطاقة لتشغيل مراكز بياناتها الضخمة التي تُستخدم لدعم عملياتها المعقدة في مجال الذكاء الاصطناعي وخدمات البحث وتخزين البيانات الضخمة. وللمقارنة، يُظهر التقرير أن استهلاك جوجل للطاقة يفوق ما يستهلكه نموذج الذكاء الاصطناعي ChatGPT بأكثر من 56 ضعفًا، متقدمة أيضًا على شركات تقنية عملاقة أخرى، مثل ميتا (فيسبوك سابقًا) التي بلغ استهلاكها السنوي حوالي 15,000 جيجاوات ساعة، وأبل التي تستهلك 3,487 جيجاوات ساعة سنويًا، كما أفاد تقرير من *BestBrokers*. اقرأ أيضًا: أبل تطور مساعدًا منزليًّا ذكيًّا جديدًا لمنافسة جوجل يعكس هذا التفاوت الكبير حجم الاستثمار الذي تضخه جوجل للحفاظ على قدرتها التكنولوجية الرائدة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتطلب تدريب النماذج المعقدة وتخزين الكم الهائل من البيانات استهلاك طاقة هائل لتشغيل الخوادم وأنظمة التبريد في مراكز البيانات. كما يشير هذا إلى تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على البيئة والحاجة الملحة إلى التفكير في حلول أكثر استدامة لتقليل انبعاثات الكربون والتأثير البيئي. ومع تصاعد المخاوف بشأن الأثر البيئي لصناعة التكنولوجيا، بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى في البحث عن مصادر طاقة متجددة لتقليل اعتمادها على الطاقة التقليدية. جوجل، على سبيل المثال، تهدف إلى تشغيل مراكز بياناتها بطاقة متجددة بنسبة 100% في السنوات القادمة، كما تبذل جهودًا للحد من انبعاثاتها الكربونية، ما قد يسهم في تخفيف الأثر البيئي الكبير لصناعة التكنولوجيا. على الرغم من التحديات البيئية، فإن استهلاك الطاقة في شركات التكنولوجيا الكبيرة يعكس التوسع السريع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. وهذا التوجه يتطلب توازنًا بين الابتكار والتقدم التكنولوجي وبين الحفاظ على استدامة الموارد البيئية.