كيف تعرف عن الحزام الناري؟
ما الحزام الناري (الهربس النطاقي)؟ يُطلق على مرض الحزام الناري في اللغة الإنجليزية (Herpes zoster) أو (Shingles) وهو مرض جلدي فيروسي حاد ينشأ نتيجة إعادة تنشيط الفيروس المسبب لجدري الماء؛ ويسبب طفحًا جلديًّا مؤلمًا جدًّا، ويُعد كبار السن وذوي المناعة المنخفضة هم أكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض. الحزام الناري يمكن التعافي منه دون الحاجة لعلاج لكن يجب توخي الحذر حتى لا تتعرض لمضاعفات كان يمكن تفاديها بوعيك للتعامل مع معه خالد يشكو من طفح جلدي وألم شديد في منطقة الجذع وأعراض أخرى مُصاحبة، ونصحه صديقه باستخدام أعشاب طبية؛ ليتعافى سريعًا على حد تعبيره! برأيك ألا يتوجب على خالد معرفة أصل هذا الطفح أولًا، ويأخذ النصيحة من أهل الاختصاص؛ وبذلك لا يُساء التصرف مع الوضع ولا تتفاقم لديه الحالة؟! في هذا المقال ستتعرف على أحد أسباب الطفح الجلدي المؤلم وهو الحزام الناري: أسباب، أعراض، وسائل علاج ووقاية…الخ.
ما أسباب مرض الحزام الناري؟
عندما يدخل فيروس الحماقي النطاقي (varicella-zoster virus) إلى الجسم؛ فإن أول مشكلة يُسببها هو جدري الماء (chickenpox) -قد تعتقد أنه أحد أمراض مرحلة الطفولة فقط، هذا خطأ؛ قد يُصاب به الكبار أيضًا- بعد أن يأخذ جدري الماء مجراه ويتعافى المُصاب به؛ ينتقل الفيروس إلى الأنسجة العصبية القريبة من الحبل الشوكي والدماغ ويبقى فيها، ربما من سنوات إلى عقود!
ثم يصحو الفيروس (ينشط من جديد) لسببٍ غير معلوم تحديدًا -ويُرجَّح أنه بسبب فشل الجهاز المناعي على احتواء الفيروس وتثبيطه لأي سبب كان- ثم يعبر من خلال الألياف العصبية إلى الجلد؛ ليبدأ هجمته الثانية بمرض جلدي مختلف وهو مرض الهربس النطاقي.
ما العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالحزام الناري؟
ضعف جهاز المناعة يساعد على تنشيط الفيروس من جديد وخاصة في الحالات التالية:
- في الأشخاص الذين يبلغون 50 عامًا وأكثر.
- الأشخاص الذين يعانون ضغوطات كبيرة.
- المُصابون بأحد أمراض نقص المناعة كالإيدز والسرطان.
- الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات جسدية خطيرة.
- الذين يتناولون الأدوية الأسترويدية لفترة طويلة أو أي أدوية أخرى تعمل على تثبيط الجهاز المناعي.
وجود أحد هذه العوامل؛ لا يعني بالضرورة الإصابة الحتمية بهذا المرض!
أعراض الحزام الناري
تظهر العلامات والأعراض في منطقة واحدة من الجسم عادة وتشمل الآتي:
- ألم حاد، حرقان، خدر ووخز.
- حساسية شديدة للمس.
- ظهور طفح جلدي بعد أيام من الشعور بالألم.
- ظهور بثور تحتوي سائل شفاف واحمرار في المنطقة.
- حكة.
- حمى، صداع، خمول.
- حساسية من الضوء.
هل الحزام الناري مُعدي؟
إذا حدث احتكاك مباشر مع الشخص الذي يُعاني أعراض الحزام الناري، تحديدًا في مرحلة وجود البثور الصغيرة الممتلئة بالسائل ينتقل الفيروس للآخر ويسبب جدري الماء -وليس الحزام الناري- إذا كان غير محصن، وبالتالي يمكن أن يكون الحزام الناري مُعديًا إلى أن تتقشر البثور (لا ينتقل عبر رذاذ الهواء أو اللعاب)؛ لذلك يجب تجنب التلامس أو الاحتكاك لمن لم يُصابوا سابقًا بجدري الماء أو أخذوا اللقاح أو ذوي المناعة المنخفضة بما فيهم الحوامل والرضع وكبار السن.
متى يتوجب الذهاب إلى الطبيب؟
بناءً على توفر بعض الأعراض المذكورة أعلاه؛ فإنه يجب عليك زيارة الطبيب في الحال وخاصةً في الحالات التالية:
- إذا كان الألم والطفح قريب من العين (إهماله قد يؤدي لضرر دائم في العين)
- إذا كان عمرك 50 أو 60 سنة وأكثر (احتمالية أكبر للتعرض لمضاعفات كبيرة)
- إذا كنت تعاني نقصًا المناعة أو أحد أفراد عائلتك (نتيجة أدوية أو سرطان…إلخ)
- إذا انتشر الطفح شديد الألم على مستوى واسع في جسدك.
قد تتساءل ما المضاعفات المحتملة له؟
من المضاعفات الأكثر شيوعًا هي:
- الألم العصبي طويل الأمد ويُدعى postherpetic neuralgia، يستمر الألم حتى بعد اختفاء البثور وقد يمتد من شهور إلى سنوات وتتفاوت حدته من شخص لأخر، ربما يصل إلى عدم قدرة المُصاب على ممارسة حياته اليومية من شدة الألم!
- أضرار في العين والتي قد تصل إلى العمى.
وهنا بعض المضاعفات النادرة:
- التهاب الأغشية السحائية.
- فقدان السمع.
- التهاب رئوي.
- الوفاة.
كيفية الوقاية من عدوى الحزام الناري
يُعد تلقي لقاح جدري الماء أفضل طرق الوقاية من الإصابة بجدري الماء، وما يتبعه من احتمالية الإصابة بالحزام الناري، وعلى الرغم من أن اللقاح لا يحمي بشكل كامل من الإصابة بجدري الماء، إلا أنّه فعال بنسبة كبيرة، قد يقلل حدوثه ويقلل من حدته أثناء الإصابة وأيضًا يقلل احتمالية حدوث الألم العصبي طويل الأمد
يوصى بحصول:
- الأطفال على جرعتين من هذا اللقاح.
- البالغين الذين لم يصابوا بجدري الماء من قبل.
كما يوصى بالحصول على لقاح الحزام الناري، أو لقاح فيروس الهربس النطاقي، لأنه يساعد على الوقاية من تطور الأعراض الشديدة والمضاعفات الخطيرة للحزام الناري في حالة الإصابة به للأشخاص:
- فوق سن الخمسين (50) عامًا.
- الذين لم يصابوا من قبل بمرض جدري الماء أو مرض الحزام الناري.
- كيف يمكن أن يُساهم المُصاب في وقاية الآخرين من هذا المرض؟ يمكن حماية الآخرين من إصابتهم من خلال منع وصول الفيروس إليهم وذلك باتباع بعض الخطوات منها:
- تغطية مناطق الطفح الجلدي والحبوب.
- الحرص على عدم ملامسة الآخرين في مرحلة البثور.
- عدم لمس أو العبث بالحبوب.
- غسل اليدين وتعقيمهما بشكل مستمر.
هل يوجد علاقة بين الحزام الناري وكورونا؟
لا توجد دراسات كافية تُثبت وجود علاقة واضحة بين كوفيد 19 والحزام الناري، إلا أنه يمكن اعتبار الحزام الناري أحد مضاعفات فيروس كورونا كون فيروس كورونا يعمل على إضعاف جهاز المناعة، وفيروس جدري الماء ينشط في هذه الحالة.
ختامًا، الحزام الناري يمكن التعافي منه دون الحاجة لعلاج لكن يجب توقي الحذر حتى لا تتعرض لمضاعفات كان يمكن تفاديها بوعيك للتعامل مع معه والتصرف الصحيح مع الأعراض.